اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. logo لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.
shape
أسماء الله وصفاته
33594 مشاهدة print word pdf
line-top
إنكار المعتزلة قدرة الله على أفعال العباد

ثم إن المعتزلة أخرجوا عن قدرة الله تعالى أفعال العباد، وجعلوا أفعالهم منسوبة إليهم، وأنكروا أن يكون الله تعالى هو الذي خلق أفعالهم، وهذه يركزون عليها ويقررونها، يقررون قولهم: إن الله لم يخلق أفعال العباد؛ بل العباد هم الذين يخلقون أفعالهم، أو أن الله لا يقدر على أن يخلق أفعالهم؛ بل هم المستقلون بها، فهم الذين يباشرونها فهي تنسب إليهم، ولا تنسب إلى الله تعالى كما هو الواقع، فينكرون الأدلة التي تدل على أن الله هو الذي يهدي من يشاء ويضل من يشاء، مثل قول الله تعالى: فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ قرأها بعضهم: إن الله لا يُهدَى من يضل من أضله الله تعالى فلا أحد يقدر على أن يهديه، وكذلك قول الله تعالى: وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ دليل على أنه من على هؤلاء فهداهم فضلا منه ونعمة، وأنه الذي وفقهم وأعانهم حتى أقبلوا عليه وتقبلوا ما أمرهم به، وكذلك خذل الآخرين وأضلهم وصدهم عن الخير وصدهم عن الهدى، فكل ذلك خلقه، وكل ذلك تصرفه.
أنكر هؤلاء قدرة الله على أفعال العباد، وسموا ذلك عدلا، وقالوا: لو أن الله خلق الكفر والمعاصي والبدع في أهلها؛ ثم عاقبهم وعذبهم عليها؛ لكان ظالما لهم، فعلى هذا تنسب إليهم أفعالهم وليس لله قدرة عليهم أصلا، فجعلوا قدرة المخلوقين أقوى من قدرة الخالق، وقالوا: لو أراد الإنسان أن يعصي أو يذنب، وأراد الله أنه لا يعصي ولا يذنب، غلبت قدرة الإنسان قدرة الله، غلبت قدرة المخلوق قدرة الخالق.
ولا شك أن هذا تنقص، وادعوا أن الله تعالى يعصى قسرا، وأنه لا يقدر على أن يرد هؤلاء عن أهوائهم؛ ولأجل ذلك يسمى هؤلاء مجوس هذه الأمة؛ وذلك لأنهم بأقوالهم هذه وبتنقصهم لذلك أثبتوا مع الله خالقِين؛ أي: جعلوا كل إنسان يخلق أفعاله خيره وشره. لما كان المجوس يثبتون للعالم خالقَيْن -النور والظلمة- يقولون: إن النور هو الذي خلق الخير، والظلمة هي التي خلقت الشر؛ فأثبتوا خالقين، فهؤلاء يقولون: إنهم أثبتوا خالقين؛ حيث جعلوا كل إنسان يخلق فعله طاعة أو معصية. قد يقولون: إننا ننزه الله عن أن يعذب على ما خلقه، كيف خلق في هذا حركة الزنا ثم يعاقبه؟ وخلق في هذا حركة المسكر فسكر ثم يعاقبه؟ وغير ذلك؛ فيكونون بذلك -في زعمهم- أنهم ينزهون الله تعالى عن أن يعاقب على ما خلقه فيهم، وأوجده فيهم، هكذا ادعوا، فنقول: إنكم تنقصتم قدرة الله.
الله تعالى على كل شيء قدير، ولا يمكن أن يخرج أحد عن قدرته، ولا يمكن أن تكون قدرة المخلوقين أقوى من قدرة الخالق، ولا يمكن أن يعصى قسرا؛ يعني: بدون رضاه، فإن في ذلك تنقصا له وهكذا.
ثم قد يستدلون ببعض الأدلة التي فيها نسبة الأفعال إلى المخلوقات مثل قوله تعالى: فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ والجواب أن نقول: إن هذا حق؛ ولكن هذه المشيئة مرتبطة بمشيئة الله تعالى؛ ولأجل ذلك يذكر الله أن مشيئتهم مسبوقة بمشيئة الخالق، وقدرتهم مسبوقة بقدرة الخالق؛ فالله تعالى خالقهم وخالق أفعالهم.

line-bottom